الثلاثاء، 18 مايو 2010

أطول تلت ساعه في التاريخ

طلب مني الطبيب عمل اشعه بالرنين المغناطيسي لمعرفه سبب الشكوي من آلام ظهري المسحوق تحت اطنان من القهر العادي بتاع كل يوم
وبصرف النظر عن الفلوس الكتير اوي التي دفعتها وانا ادعو الله بان يكون الموضوع هينا ولا يجر علي اشعات اخري ولا ادويه غاليه والحاجات دي لان مهما حصل الحمدلله مافيش مرتب وفيه عطاله وهو تركيب لغوي جديد يجمع بين البطاله والتعطل عن العمل وهو دليل علي قوه البطاله وطول زمنها وانها مستمره الي الابد الي الابد .
استلقيت علي طاوله المباحثات قصدي الاشعه وامرني طبيب الاشعه - الذي طبعا لم اتحقق من ملامحه جيدا لانني كنت ارتعد خوفا من فكره ان اظل داخل الجهاز لمده ثلث الساعه علي الاقل - بان اغلق عيني وهي فكره سخيفه لاني طبعا هأغلق عيني خوفا من الجهاز وليس خوفا عليهما – ماهما راحوا امام الكمبيوتر خلاص –
كفنني في كوفرته ثقيله بعض الشيء واضعا يداي فوق بطني في منظر ذكرني بطرقيه تكفين الموتي رحم الله الجميع وامرني الا اتحرك بتاتا – ياسلام ع البتاتا دي مشويه –
دخلت الطاوله الي الجهاز المضيق علي مرحلتين وسمعت – مانا عطلت جهاز الاشارات بقي مش فاضل غير الساوند سيستم – سمعت صوتا مثل دق الكفته في الهون قلت خير
تسارع تنفسي في اشاره عصبيه علي بدايه نوبه فزع مرضي فقلت اهدي نفسي شويه بالقرآن وسألت نفسي لماذا لا نتذكر القرآن الا في وقت الخوف ؟
شويه كده ولقيت صوت مثل صوت المايكروفون الخربان في بدايه اي فرح وانتظرت ان يخرج عليا شخص يقول الو الو الو فراشه الحاج محمود ترحب بكم , ثم اختفي الصوت لفتره وكان يعود ثم يختفي .
جاءتني فكره مزعجه وسؤال يقول ياتري فيه حشرات في البتاع ده ؟ صراصير وكلام من ده ؟ طب لو لقيتي صرصور بيزحف دلوقتي علي وشك هاتعملي ايه ؟ ولو صرختي هل الطبيب الموجود في غرفه اخري هايسمعك ؟ ولو سمعك وخرجك بعد ما خربتي الاشعه هل هايعملك اشعه اخري من غير فلوس تعويضا لتلك التي خربها الصرصور ؟ طردت الفكره من عقلي فورا
شويه .. و الهرش اشتغل في وشي .. خدي .. انفي .. ذقني .. حاجبي .. كلها عايزه تتهرش والجرب اشتغل قلت لنفسي ازاي ؟ حتي لو حاولت مافيش مكان اطلع ايديا عشان اهرش انسي الهرش انسي الهرش .
شويه وعايزه اكح .. اكح اهو ... ماينفعش يتنسي ده بقي .
قلت طيب افتح عنيا عشان اشوف ايه الحال لقيت الجهاز من حولي لا يوجد به مجال للحركه ولا للنفس ولا للتفكير اصلا .. قلت طيب لو حبيت اكتب اسمي هنا علي سقف الجهاز يبقي ازاي ؟.
اثناء انتظاري لمرور ثلث الساعه سألت نفسي مم اخاف الان ؟ من ان اظل هنا ولا اجد من يخرجني ؟
هل اخاف من الألم وتكسير ضلوعي في ذلك المكان الضيق ؟
هل اخاف من الموت ونسيان الناس لي ؟ هل اخاف من الا اري اولادي مره اخري ؟
هل اخاف من ثلث ساعه اقضيها هنا واعلم انني سأخرج لحياتي واولادي وعملي وكل ما احب او اكره ؟ فماذا سأفعل اذا ما استيقظت فجأه في قبري لاجدني احاسب ولن يكون لي رجعه اليهم مره اخري ؟
ماذا فعلت لاولادي وبحياتي ؟ بل ماذا فعلت لمماتي ؟. هل عشت الحياه التي كنت اتمني ؟ ام سرقتني مشاكلي من كل لحظه سعاده مرت بي ؟
حينما خرجت اخيرا بحمد الله احتضنت طفلتي الصغيره . وكحيت من كل صدري وهرشت في وجهي كاملا واستمتعت بهواء الليل النقي
اعذروني علي النهايه المحزنه بعض الشيء لكن الخوف مفيد احيانا لانه يجعلنا نري الاشياء من جديد

هناك 3 تعليقات:

هوبتي يقول...

اولا الف سلامه عليكي
ثانيا انتي ضحكتيني قوي قوي يا علا بجد ما كنتش قدره امسك نفسي
فكرتيني بنفسي لما بفكر في توقيت لا يصلح فيه التفكير
وفكرتيني بحالتي لما بكون خايفه دماغي دي ببقي مش عارفه هي جايه منين اصلا
وعجبني قوي حوار الصرصور لان ساعات بيهف علي نفوخي في اوقات كده غريبه

ola_barakat يقول...

الله يسلمك يا جميل والحمدلله انك ضحكتي وبجد انا كنت باحاول اشغل نفسي بتفكير مضحك لان الموقف كان مرعب جدا وموضوع الصرصور ده كان عامل لي هاجس اوي ساعتها واصلا الوضع كله مقلق ومزعج

غير معرف يقول...

اولا الف مليون سلامة عليك
على فكرة الموضوع رائع جدا و متكامل
و الوصف لحالتك فى الجهاز كان محزن و مرعب فى نفس الوقت
و خصوصا موضوع الصرصور أضحكني جدا .
و على فكرة باقى مواضيعك رائعة و قرأتها بالكامل.
======================
سارة