الاثنين، 29 ديسمبر 2008

غزه من تاني


ويستمر الصمت العربي

هذا المشهد المؤلم رأيناه كثيرا حتي اصبح رد فعلنا عليه لا يتناسب مع حجم مأساته
هذا المشهد المهين تعودنا عليه حتي اصبح لا يثير فينا سوي بعض البكاء والصراخ والرغبه في التظاهر امام ابواب نقابه الصحفيين
ما اسوأ الا يتناسب رد الفعل مع الفعل الدنيء
شاهدنا تلك المجازر في غزه منذ شهور وشاهدناها منذ سنوات في العراق وشاهدناها منذ سنوات في افغانستان المسلمه ايضا وقريبا في جميع الدول العربيه الاسلاميه بنجاح كبير
غرور وطغيان الكيان الصهيوني وتابعته اميريكا وقدره هائله علي تزييف الحقائق لنصبح نحن المعتدين وهم المدافعين عن حقوقهم وحريتهم وحياتهم
ثم يتحرك المارد العربي ببطء شديد ويتثاءب ويتمطي ويقرر عقد مؤتمر قمه بعد عده ايام من بدايه المأساه – ربما ليتسني للظالم ان ينهي عمله علي راحته – وبعد ان يجتمع القمميون العرب – علي حساب الشعوب ومن ميزانيتهم المخصصه للتنميه الشعبيه – يتمخض اجتماع قممهم عن قرارات تافهه لن يستجيب لها العدو ولن يخرج من الارض التي احتلها ولا بالطبل البلدي.
وعلي المستوي الشعبي تخرج الشعوب تدمدم وتصرخ وتطلق لحنجرتها العنان وتسب المصريين والعرب والغرب والعيشه واللي عايشينها ويمكن ان تتبرع للجرحي ببعض المال بدلا من ان تشتري به سجائر واهو كله بثوابه . ثم يعود كل واحد الي بيته الدافئ وسريره الناعم وتليفزيونه وقنواته الفضائيه الراقصه ويقرر الا يشاهد باقي تلك المناظر لفتره من الوقت فهو قد عمل ما عليه فعلا ومن حقه الان ان يرتاح وينام قرير العين ويدع مالله لله وما لقيصر لقيصر وبعدين يعني ماهو في الاول والاخر لكل اجل كتاب ونحن كمسلمين مؤمنون بان هؤلاء القتلي شهداء ويابختهم نالوا الشهاده الكبيره التي يتمناها كل مسلم . وانا لله وانا اليه راجعون .
بصراحه سئمنا الكلام
سئمنا المظاهرات الغاضبه التي تملا الشوارع العربيه
سئمنا مؤتمرات قمميه – او قماميه – ليس لها اي معني
سئمناكم يا من تملكون زمام السلم والحرب
يامن تملكون مصائرنا
يامن تعلمنا منكم الخسه والنذاله والعار حتي اصبح اخرنا مجرد مظاهره علي سلالم نقابه الصحفيين او في اي ميدان باي مدينه عربيه اخري
ولا يوجد حل لتلك المشاكل المزمنه المرعبه الماساويه التي تنقلها لنا قنوات فضائيه هدفها الاول اثاره غضبنا الدفين وايقاظ المارد العربي من سباته الا ان نلغي تلك القنوات من تلفزيوناتنا ونسيب قنوات الفرفشه هو حد واخد منها حاجه