الأحد، 27 يوليو 2008

السلام 98


الي روح صديقي : أحمد غزي . واسرته

اليوم .. الاحد 27 يوليو 2008 من اسود ايام مصر
براءه ممدوح اسماعيل من تهمه قتل اكثر من 1500 مصري
هل يعقل هذا ؟
كنت اريد ان احكي لكم عن صديقي الراحل احمد غزي عالم الكيمياء .. المدرس بجامعه الزقازيق .. الذي قتله ممدوح اسماعيل مع اربعه من اولاده في عبارته " السلام 98 "
كنت اريد ان احكي لكم عن زوجه احمد غزي المريضه بالسرطان والتي جاءت الي مصر للعلاج مع طفلهما الاصغر قبل ان ينهي عقده بالسعوديه ويستعد للعوده النهائيه لمصر ليكون الي جوارها . والتي ماتت بعد وفاته بعده شهور ففرحنا جميعا بموتها " للاسف " لانها علي الاقل ستقابل زوجها واولادها بعد غيابهم عنها .
كنت اريد ان احكي لكم عن والد ووالده احمد غزي العجوزان .. اللذان فقدا ابنهما زرعه عمرهما الذي كانا يدخرانه ليكون سندهما في اخر العمر .. واربعه من احفادهما مره واحده بعد ان كانا يستعدان للقائهم بعد سنوات من الغربه .
كنت اريد ان احكي لكم عن محمد .. الطفل الاصغر لاحمد والذي لن تعوضه اموال ممدوح اسماعيل عن اب واخوه وام .. ماتوا جميعا بسببه .
كنت اريد ان احكي لكم عن اصدقاء احمد واولاده الذين كانوا معه علي متن العباره فغرق منهم من غرق .. واحترق منهم من احترق بينما نحن نيام في فراشنا نتدثر من البرد القارس بالبطاطين ونشاهد مآساتهم عبر التليفزيون ونتصعب.. ونشعر بالعار والدفء.. ويداعب النوم جفوننا فننام, بينما هم في البحر يتمنون من الله النجاه .. او الموت السريع .
كنت اريد ان احكي لكم عن عمليه انقاذ فاشله ترك فيها البشر في قلب البحر الملئ باسماك القرش لمده خمسه عشر ساعه دون ان ياتيهم قارب انقاذ يبحث عنهم . الا بعد ساعات طويله كانت كافيه لقتلهم .
كنت اريد ان احكي لكم عن الراماثات التي لم تكن تكفي نصف عدد ركاب عباره بها اكثر من ثلاثه الاف انسان . واعن مالك العباره الذي لابد كان يعرف ان رماثاته لم تكن تكفيهم .
كنت اريد ان احكي لكم عن انسانيه معدومه لمروحيات كانت تصور الجثث والرماثات بمن فيها من قتلي وناجين لتعرضها بث مباشر لشاشات الفضائيات علي اعتبار ان حياه البشر ومآسيهم اصبحت سبقا اعلاميا " مهينا " .
كنت اريد ان احكي لكم عن امل اهالي الضحايا في حكم قضائي متاخر ثلاث سنوات . يشفي صدورهم المحترقه علي اولادهم واخواتهم وازواجهم وابائهم ففوجئوا ببراءه قاتلهم الذي هرب فعلا ... بمساعده الحكومه .
لكني ساحكي لكم عن مدي الاحباط وخيبه الامل التي يشعر بها كل مصري اليوم .
ولا اجد تعليقا مناسبا لما حدث الا : " هي دي مصر يا عبله "
اسألكم الفاتحه الي روح كل مظلوم . وعلي روح كل ظالم .
علا بركات